أحبُ أحاديثكِ القصيرة التي دوماً ما ترسمين بها أجواء مكاني ، حينما أعود بعد غيابٍ طويل ـ كعادتي ـ تثير فيّ سعادةً و حنيناً حزيناً للماضي ، أنا أصدّق بالمقولة التي تقول بأن الماضي جميلٌ لأنه ذهب و لو عاد لكرهناه ، و لكن الذي ذهَبَ منّي ليسَ ماضِياً ، إنّ الذّي ذَهَبَ منّي عُمرٌ بأكمَلِه !
إنّ الطفولة أسْلوبُ حياةٍ ، أنا لمْ أختَر أن أكونَ طفلة و لمْ أختَر أن أتصَرّف بطفوليّة ، و لكني سعيدةٌ جِداً بِذلك ! إلا أنه عَلَى ما يَبدو لمْ يكُن هُناكَ من أحِدٍ سواي سعيد بالقَدرِ نفسه ! ، أمنية : " ليتَنا لم نملِكْ ضمائِر .. ! " ، إن ضَميري هوَ الشيء الوَحيد الذي أجبَرَني أن أكبرْ ! لمْ أشأ أن أكبَر أبداً .. و لأجلِ هذا القرار الذي لم أتّخذه لنَفسي على الإطلاقْ ، أنا أذبُل كلّ يومْ !!
غادَرتُ مكانِي الصغير إلى مَكانٍ أوسع وَ أكبَر ، مَكانْ يتّسع لكل الأفكار الجُنونية و المتهوّرة التي تدورُ في رأسي ، إن " الطفولية " تمنحنا حريّة لنفعل ما نشاء دونَ أن نخافَ منْ عواقبِ ما نفعل ، و هذا ما أصبحتُ أفتقده ، و كلّ الأفكار الجنونية التي اتسّع لها مَكاني ، لم يعد يتّسع لها رأسي الذي أصبحَ أكبر حجماً و زادَ الفراغُ فيه أكثر و أكثر ! كلّ المغامرات التي نويتُ أن أخوضها ، تنازلتُ عنها .. جبنتُ .. نَعَم .. وَ جِداً !!
يا هواء : لا زلتُ أبحث عنّي بين طيّاتكَ !
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حدائقي تذبل دون هطولكم ، أمطروني بغيثكم لكي أحيا ..