يوم الجمعة ، الساعة الحادية عشر ليلاً ؛ العاصفة الترابية لازالت على حالها و لكنني و هبة قررنا أن نجازف بعد أن أسأمتنا الساعات الخمس التي قضيناها بعيدتين عن بيتينا و أشعلتنا توتراً و قررنا أن نعود و لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا بإذن الله ، لازلتُ قلقة بشأن توأمي و الإتصالات التي تردني مُتتالِية تسأل عنها تزيدني قلقاً بشأنها و خوفاً عليها .. أخفي قلقي و خوفي أدفنهما عميقاً و أشتري لها سواراً لأقنع نفسي بأنّها بخير و بأنها بالتأكيد سَتعودُ سالِمةً مُعافاةً بإذن الله ، اتجهنا أنا و هبة إلى سيارتينا ، ركبت سيارتي و فَتحت الراديو عَلى قَناة الأخبار و كان أول ما التقطته أُذنايْ : "عبّارةٌ عَليها مِئة شخْصٍ عالقةً في البحر .. خفر السواحِلْ .."
فَتوقف قلبي عن النَبْض لوهلة ، ثم علا صَوتُ بُكائي و أخذتُ أنادي الله و أسأله الرّحمَة بصوتٍ عالٍ و قلبٍ مُحترِقْ ..!
الساعة ١٢ ليلاً ، فقدتُ صَبْري و زِمام دُموعي و أخذت أتصل بِمن أعرف و من لا أعرف و جميعهم حاولوا تهدئتي بكل ما يسعهن : شروق .. أفراح .. هبة .. كوثر .. حليمة .. انتصار .. و لا فائدة ، فالخوف كان قد استبد بي ، ثم ..
- طوووط .. طوووط ..
- الو ؟ هلا
- رهف ! انتِ رايحة فيلكا معاهم ؟
- اي اي ..
جفّت دموعي فجأة ، ثم أكمَلَتْ :
- لا تحاتين كلنا بخير سارة توها نزلت و الحين أنا بنزل .. ما فينا شي ..
لا أذكر بمَ أجبتها و لكني بكيت بحرااااارة و حمدتُ الله كثيراً ثم اتصلتُ على توأمي فأجابت و قالت : "وصلنا و سجدنا كلنا سجدة شكر .. الحمدلله"
بعد ساعة و نصف تقريباً اتصلت بي مجدداً و كانت حينها في البيت و أخبرتني باختصار عما حدث لهم لكني لم أكن أصغي ، أنا كنتُ أبكي من أعماقي .
"الحمدُلله الذي ردَّ إليَّ توأمي ردّاً جَميلاً"
يا ربي لكَ الحمد حمداً كثيراً طيباً مُباركاً فيه !
مساعد الكتابة الإبداعية- أدب الأطفال
قبل عام واحد
4 التعليقات:
الحمممممدلله يارب
الحمممممدلله يارب
الله لايفجع قلبك ()
أروى
الحمدلله كثيراً كثيراً ..
آمين ، شكراً صديقتي العزيزة
ماشاء الله مدونتك رائعة وأرجولك مزيد من التقدم
شكراًجزيلاً يا دعاء :$
إرسال تعليق
حدائقي تذبل دون هطولكم ، أمطروني بغيثكم لكي أحيا ..