حقاً .. إنّ الأيامَ تجري سَريعاً .. !
بلغتُ الثامنة عشر تواً و لا أشعر بأي شيء ، كنتُ قد قرّرتُ منذ وقتٍ طويل بأني سأبقى طفلةً للأبد و بأن الرقم الفاصل بين عمر الأطفال و الكبار هو 18 و هكذا قررت ألا أصل إليه و اجتهدت في عدم الوصول إلى عامي الثامن عشر و لكن يبدو أن الوقت يجري بنا جرياً سواء شئنا أم أبينا !
قبل شهرٍ تقريباً كنتُ خائفةٌ جداً من هذا اليوم و كنتُ أشعر بالكآبة جداً لأني لم أشأ دخول عالم الأشرار أعني عالم الكبارْ ، كنتُ شبه متيقنة بأني ما إن أبلغ عامي الثامن عشر حتى أتحول إلى إنسانة أخرى مختلفة تماماً ، شريرة و قاسية جداً !
الأمر الذي لم أكن أعلمه هو أن ما يغيرني ليس الرقم الذي يحدد السنوات التي بعثرتها في هذه الدنيا و لكن في الأيام التي رافقتني كل يوم و صنعت مني " أفنان " ، كنتُ أتساءل قبل قليل : بعد أن قضيتُ أعواماً ثمانية عشر في هذه الدنيا .. ما الذي تعلمته ؟ ما الذي حصلتُ عليه ؟ ما الذي اكتسبته ؟ ما الذي فقدته ؟ ما هي التجارب التي مررتُ بها ؟ و ما هي الخبرات التي خرجتُ بها ؟ .... و أسئلة كثيرة جداً دارت في بالي لم أعرف كيف أجِب عنها . لقد تعلمت الكثير الكثير و لكن من المؤسف أن الخبرة هو المشط التي تعطينا إياه الحياة بعد أن نفقد شعرنا .. ! أشعرُ بأنه أمرٌ مثيرٌ للسخرية نوعاً ما = ) .
أنا إنسانةٌ حساسةٌ جداً ، هشة المشاعِر جداً ، سريعة العطب ، و كالإسفنجة أمام الحزن أمتصه بسررررررعة ! لكني متفائلةٌ جداً ، الشيء الذي أتمنى أن أتقنه أكثر هو : الإيمان ، أؤمن بالكثير من الأشياء و لكن على عكس الحب .. الإيمان الذي لا يكون أعمىً يجب أن يكون كذلك ! ـ أو هكذا أظن ـ ، إن الصّبر لا تأتي هداياه إلا من السّماء و هذا أمرٌ مؤكد جداً ، وَ الله .. الله لا يخذلُ أحداً أبداً أبداً أبداً !
في عامي الثامن عشر حققت أغلب أحلامي إن لم تكن كلها ، حصلتُ على القطة التي لطالما حلمتُ بها .. كانت هديةً مبكرة من صديقتاي اللتين لن أنسى لهما هذا الأمر أبداً ، فحينما ظللتُ أقنع نفسي بأن الأحلام مستحيلة .. لم تنتظراني بل أحضرتا الحلم إلي و وضعتاه بين يديّ و حصلتُ على " كراميل " الذي في دقائق معدودة أصبح قريباً جداً إلى نفسي و عزيزاً جداً على قلبي ، أعطيته كل الحب الذي استطعتُ و لعبتُ معه بقدر ما شاء و شئتُ .. و لكنْ بعضُ الأشياء ليس مقدرٌ لها أن تستمر ، فاليوم .. و قبل ساعاتٍ معدودة فقدتُ صديقي كراميل بأسىً و تعاسةٍ شديدة و فقدتُ أجمل هديةٍ حصلتُ إليها على الإطلاق ، و أحلى حلمٍ تحقق لي أبداً ! و لكن " قدر الله و ما شاء الله فعل " ، عزائي بأن الله سيعوضني خيراً بإذنه و بأني ما دمتُ لم أفقد صديقتاي الأفضل على الإطلاق فإن حياتي لازالت بخير و أنا لازلتُ سعيدة و بنعمةٍ كبيرة !
صحيحٌ بأني أصدق الجملة التي تقول بأن المصائب لا تأتي فرادى و لكن كتائب كتائب .. و لكني أيضاً أصدق بأن الله لا يأخذ منا كل شيء في الوقت نفسه ، و بأن الله لا يأخذ منا شيئاً إلا و يعوضنا خيراً منه و أنا أؤمن بالله و أصدقه جداً .
الأهم من هذا أني حققتُ الهدف الذي أردت أن أحققه قبل أن أبلغ عامي الثامن عشر ، بعد أن بحثتُ طويلاً جداً .. وَ أخييييراً وجدتُ " توأم الروح " التي لطالما حلمتُ و أردتُ الحصول عليها ، بصراحة بدأت أيأس في السنة الأخيرة و ظننتُ بأني لن أحقق هذا الهدف أبداً ، لكني لم أكن أعلم بأن السنة الأخيرة هي التي كانت تحتفظ لي بتوأم روحي و كانت فقط تنتظرني لآتي و أحصل عليها و آخذها معي لترافقني و أرافقها في رحلة الحياة !
و هكذا بتُ أكثر إيماناً بالأحلام و أكثر تصديقاً بها ، و الآن لم أعد أظن بأن أحلامي مستحيلة ، و حينما أقول بأن لا شيء مستحيل في هذه الحياة فأنا أعني ذلك ، و الآن فقط أستطيع أن أصدق بأني ـ بإذن الله ـ سأتمكن يوماً ما من الطيران و التحليق في السماء عالياً لأشعر بالحرية التي أنشدها .
حينما أمعن التفكير أكتشف بأن الحياة لم تأخذ مني بقدر ما أعطتني ! صحيحٌ بأنها أخذت مني الكثير الكثير ، لكنها أعطتني أشياء ـ و إن كانت قليلة ـ إلا أنها تساوي أكثر بكثيييير مما أخذته مني !
و لو أني كلما شعرتُ بالحزن فكرّت بهذا ، لعلمتُ بأني لا أحتاج إلي السعادة ، فهي موجودة بالقرب جداً إنها لا تحتاج سوى إلى التفاتةٍ بسيطة مني إليها .
قد أكون لا أحب ما أفعله الآن ، و لكن كما قالت لي صديقتي قبل عدة أيام : بأنه ليس من الصعب أن نعمل ما نحبه ، و لكن الصعب أن نحب ما نعمله . و هذا ما قررتُ أن أفعله ، نعم يوجد الكثير مما لا أحبه و لكني أفعله و سأستمر في فعله و سأحاول أن أحب كل هذه الأشياء و أستغلها و أصنع منها درباً يقودني إلى أحلامي التي لم أحققها بعد ، إن الظروف بين يدي أشكلها كما أشاء ، و لا يوجد أي شيء في الكون لا يصلحه الدعاء إن تدمّر !
أجمل الأشياء التي تعلمتها قبل بلوغي عامي الثامن عشر أن أمر المؤمن كله خير ، و هذا أمرٌ رائع جداً يجعلني سعيدة طوال الوقت حتى و إن كنتُ حزينة ، حتى و إن شعرتُ بأن الأمور تغيّرت و أن الأشياء اختلفت ، حتى و إن شعرتُ بأني لم أعد أطيق شيئاً و بأن الحياة أصبحت سوداء في ناظري ، و حتى لو فقدتُ الأمل بكل شيء ، فإني لن أفقد الأمل بالله أبداً .. هذا ما يجعلني صابرة ! لا شيء يحدث بلا سبب ، هذا أمرٌ مؤكدٌ جداً ، و لا شيء يحدث بلا مقابل ، و كما كان جدي ـ رحمه الله ـ يقول : " الدنيا دَيْن " ، نعم والله هي كذلك .. الدنيا دين ! و كل ما نفعله سيحدث لنا خيراً كان أو شراً .
أكثر ما كنتُ أخشاه ببلوغي عامي الثامن عشر هو أن أفقد العفوية التي تميّزني عن غيري ، و الغرابة التي يصفني الجميع بها حتى أصبحتُ أحبها ، و البراءة التي تظهر في عيني رغم الشقاوة التي أتصرف بها ـ كما يقول الجميع ـ ، كانت هذه الصفات التي اجتمعت فيّ تساعدني كثيراً على تحمّل و حمل الكثير و الصبّر على الكثير ، و الخوف كان يتنامى في داخلي بأني سأنهار بدونها ، و هذا ما جعلني أتصرف بـ لاعقلانية في الفترة الطويلة الأخيرة ، ما لم أكن أعرفه ، العقلانية أمرٌ و هذه الصفات أمرٌ آخر ، و بأني ما دمتُ بقرب الله سأكون بخير و أني حتى و إن كبرتُ قليلاً فهذا لا يعني بأن أسمح لقلبي بأن يتلوث أو يتعكر في الحياة !
رغم أني كنتُ أحمل هذه الصفات و غيرها و على الأرجح لازلت إلا أني اكتشفتُ بأني لستُ صالحةً كما يجب ، و لستُ طيبةً كما يجب ، و لستُ نقيةً كما يجب ، و لستُ بيضاء كما يجب ! و بأني كذبتُ كثيراً و ربما جرحتُ بعض القلوب حتى لو لم أكن أتعمد ذلك و استطعتُ أن أخذل أقرب الناس إلي و تخليتُ عن البعض و استطعتُ أن أكون قاسية و تركتُ بعض الأيادي التي كانت تتمسك بي بقوة وَ وَ وَ ... !!
أكرهني كثيراً لكل هذه الأشياء ، لأني لستُ الإنسانة التي لا يوجد مثلها بالكون رغم أني أحياناً أُقنع غيري بذلك و أني أستطيع أن أكون شريرة أحياناً و مخادعة في أحيان أخرى .. و الأسوأ من كل هذا أني غالباً اخترتُ أن أدير ظهري بهذه الأشياء كلها إلى القلوب التي تستحق وقفتي بقربها أكثر من غيرها و التي لطالما كانت هناك بقربي و لطالما أمسكت بيدي و ربتت على كتفي كلما شعرتُ بالخوف !
و لكن جيد بأن الوقت لم يتأخر لأتغيّر و أعيد الأشياء الجميلة إلى مكانها و أتخلص من أشيائي القبيحة !
في الأعوام الثمانية عشر التي مضت حدث لي الكثير الكثير ، كسبتُ الكثير و خسرتُ الكثير ، مررتُ بالكثير ، نجحتُ و فشلت ، تحققت بعض أحلامي و ماتت في مهدها أخرى ، انكسر قلبي و أعدت إصلاحه ، لكن الجميل أنه لازال هناك أمل .. و أني لازلتُ أتعلم الكثير الكثير و أن في كل يومٍ يمر بي شيءٌ جديد أتعلمه و خبرة جديدة أكتسبها ..
أمنية أخيرة : سأكون إنسانة أفضل بإذن الله !
12 التعليقات:
كل عام و أنتِ بخير أختي الحبيبة !
لقد مرت الأعوام سريعاً
لأراكِ تبلغين الــ 18
و ما زلتُ أشعر بأنكِ صغيرة على ذلك
لست مستوعبة ذلك بعد
كما أظن أنكِ لستِ كذلك
كل عام و أنتِ أجمل أختي الحبيبة
عامٌ جميل بانتظاركِ
فحققي فيه مزيداً
كل عام وانت بخير يا عمري
كل شي يمكن انساه الا هاليوم = )
كوني بخير
محبتك الغريبه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسرنا دعوتك غاليتي
لتشاركيننا البوح هنـا
http://rooh-adeeb.com/vb/index.php
*بدأنا الرّحلة معاً .. ورفعنا الأقلام ..
قد ملأنا أحبارنا حباً للدين والدعوة، وعزمنا على أن نجعل من الأدب وسيلة تقودُ إلى ارتقاء للنفس والمجتمع ..
إيماننا كبيرٌ في أهميّة الكلمة، حين تسكنُ روحَ أديب، فتنطلقُ إلى العالم، تنشرُ النورَ، كطيورٍ خضر، تحلّقُ في فضاءات العقولِ الواعية، فتتركُ أثراً منَ هنا .. أحببناَ العلم، وعشقنَ الأدب، وآمنَّا بأنه أداةٌ فاعلةٌ للارتقاءِ، فحثثنا المسيرَ، وأخلصناَ العمل ..
بدايتنا بسيطةٌ، لكنّها حالمة، يزيدنا أملاً وحياة، أننا فئة قليلة اجتمعت وتعاهدت على الخير ..
غايتنا رفعة الأقلام المؤمنة، ورعاية الأناملِ الغضّة، ونشر الجمال الرّاقي في كل مكان ..
انضمامكِ إلينا سيكون دعامة من دعائمِ هذا الصرح، لن تكوني مجرد قلم، بل قلباً نابضاً بالحياة ..
ومن قال بأن الأقلام قد تكتب دون نبضٍ أو حياة .. نحنُ هنا سنكونُ معاً .. باجتماعنا ننوي الخير، ونجعل الغايات والأهداف حقائق، نشيدها بالعمل ..
أقلام روح أديب تدعوكِ للانضمامِ إليها .. فأهلاً بربّة الفكرِ والقلم ومرحباً ..
غاليتي ..
العمر يمضي ولكن لابد أن نعلم أننا في كل يوم نكبر نصغر ايضا ً اتمنى أن يكون عامك الثامن عشر وأعوامك الأخرى جميلة لك وتحمل دائما بالتفائل والسعادة..
أتمنى لك التوفيق أينما كنتي ..
اختك وصديقتك ان كنت أستحق هذا اللقب
أفنـــان ..
يا ذات الروح النقيـة والقلب الطاهر :*
ها قـد مرّت الايـام ، وهكذا هو العمر فجأة يمضي ونكبر ونكبر ،،
أسأل الله تعالى ان يملأ حياتك بالطاعات والقلوب المـُحبـة والأوقات الحلوة والـ " ونـاسسسة" <<- هذه أبهـج كلمة علقت فيني منـكِـ :p
العمـر كله ان شاءلله ..
كل يوم وانتي لله اقرب وعلى الطاعات أدووم يـارب :")
أحبكِ في الله =)(L)
اختكـ \ خوخ
وكبرتِ فجأة كما أخبرتِ ذات يوم يا أفنان ..
ستظلين بقلبي صغيرتي التي أحب (=
أفنان لا أظن بأني سأتوقف عن مناداتك صغيرتي حتى وإن كان يتبعكِ ذات يوم أطفال ينادونك (جدة أفنان)
أحبكِ كثيرا وبارك الله لكِ في عمرك ..
وكل عام وأنتِ أجمل ()
أفنان حبيبتي ,,
كل عام وانتي بخير ولو انها متأخره ؛) ,,
خواطرج كثيره حول هذا السن ,, لكن تأكدي بأنه أفضل مرحلة بتمرين فيها :) .. "أنا عند ظن عبدي بي"
تدرين .. كنت نفسج .. مااحب ال18 بس الفرق اني آنا كنت احسه بيكون مليق وملل لكن طلع حلوو الحمدلله وجميييل :)
كلامج أكبر من عمرج ماشالله , عندج قوة في التعبير والاسلوب .. ربي يزيدج يارب ..
تشرفت بمعرفتج :)
أفنان ..
سميّتي العُمريّة
كُنت قد بلغتُ 18 في ذاتِ يومك
أعلمُ أنّه شعورٌ غير ممتع
ولكن تمضي الأيّام
ونعمي أعيننا عن الأرقامِ المُثبّتة في شهادةِ الميلاد
ونمضي معها
كل عامٍ وأنتِ الخير له
لعامِك أكاليلُ الورد
كل عام وأنت لقلبي مصدر النور
كل عام وأنت لروحي مصدر الفرح
كل عام وأنا أجمع كلمات الحب
لكي أصنع منها قلادة أهديك إياها
وبمشاعر خالية من التزييف
أقولك كل عام وآمالك وأمانيك تتحقق
كل عام وأنت أغلى ما في الحياة يا كل الحياة
كل عام وانتي بألف ألف خير يا قلبي
عمتج so0so0
كل عام وأنت لقلبي مصدر النور
كل عام وأنت لروحي مصدر الفرح
كل عام وأنا أجمع كلمات الحب
لكي أصنع منها قلادة أهديك إياها
وبمشاعر خالية من التزييف
أقولك كل عام وآمالك وأمانيك تتحقق
كل عام وأنت أغلى ما في الحياة يا كل الحياة
عمتج سوسو
شكراً لكم =)
افنان
حسيييت بنفس شعورج تغريبااا و كنت خايفة حيييل بس حااولت اتاقلم و اجاهد نفسي و انشالله انضل افضل على طووول :)
موفقة :)
نور
إرسال تعليق
حدائقي تذبل دون هطولكم ، أمطروني بغيثكم لكي أحيا ..