أجلِسُ في صالتنا الوَردية وَحدي .. أُمسكُ بِخيوط الصوف الوَردية و العَصاتانِ المعدنيتانِ الطويلتان بين يديّ و ألتزمُ الصّمت وَ أجلِسُ بِهُدوءٍ تامٍ و أدّعي بأن الحياكة تشغَلني بينَما في الحقيقةِ أنا مَنْ يَشغَلُها ، في الواقِعْ إنّ جلّ ما أفعلهُ هو التفكير بكِ وَ انتظارُ عودتكِ بصبرٍ فارغٍ بَينَما تنتَظرني أعوامٌ .. أعني أيامٌ طويلة منه .
تَتَرقرقُ في عيني الدّموع وَ لا أبكي ، أنتظر الليالي لأفرغَ كل الدمّوع التي تَجولُ في عيناي . في غيابِ سَندي وَ روحي أتحلى بالقوة وَ أرسُمُ تَقاسيمها على وَجهي بينما الضّعف ينهشُ دواخِلي بِعنف ، تُحطيني عَوالمَ مِنَ الوحدة وَ يُلازمني الصّمت كأقرب رفيقٍ ، أضيّع ابتساماتي وَ ضحكاتي .. أفقد الرغبة في كل شيء إلا النّوم ، أفقد الشعّور بكل شيء إلا الشوق ؛ أتعلّم أعظم دروس الصبّر المرّ و الإنتظار السقّيم ، لا شيء في وجهي يبشّر بخير ، لا شيء يوحي بالحَياة إلا لمعان الدمّوع في عيوني ، تنال منّي الوحدة حقاً في غيابكِ ، يتملّكُني الأسَى حتى أقصَى الحدود وَ يَرسُمُ لي الحُزنَ نَظراتي ؛ أؤمن بأن الوحدة تجعلنا أقوى .. تَصنَعُ حولنا قشْرَةً صَلبة يَصعُب اختراقُها ، تَقتُل المَشاعِر فينا لتَجعلنا أكثر بُرودةً و أشدّ تقبلاً و تحملاً للأسوأ ، أؤمن بذلك ! و أعرفه كذلكَ جيّداً .. لأني سَبَق و أن سَلكتُ ذلك الدّرب القاسي وَ فقدكِ الآن يُنعش ذاكرتي ، و لكن الوحدة بالمُقابِل : تقتُلنا بِبُطء مؤلم وَ سُرعةٍ خانِقة !
لا شيء في بعدكِ يُغريني على الإطلاقْ .. كل شيء يبدو مملاً قاتماً خانقاً في غيابكِ وَ الحياةُ من دونكِ .. جداً لا تطاق !
7 التعليقات:
أين نحن يا أفنان ..!؟
أم أننا لا شيء في غيابها ..!
:(
شكرا لك
قلب المحبة
أبداً يا صديقتي ليس هذا ما أقوله ، و لكن ما أقوله هو : كيف لي أن أرى الناس و قد أخذت معها عيوني ؟
مبارك عليج الشهر حبيبتي ..
والله فاقدتج حياتي وينج عسى ماشر ؟؟ ..
مريوم
أعجبني أسلوبك
لكن أحب أسئلك ,,,
# الصور من تصميمك .. وإذا لأ .. فمن أين تحصلين عليهآ؟؟؟
يآليت ,, تجآوبين .. لآن الصور أعجبتني مرآ
^_^
شكراً ، عذرا على التأخير
الصور ليست من تصميمي و لكن بعضها من تصويري
تلك لذة الانتظار .. رحمكم الله
.... صدقت
إرسال تعليق
حدائقي تذبل دون هطولكم ، أمطروني بغيثكم لكي أحيا ..