لأني دوماً و أبداً أعشق التحليق و الغيم و البياض !
و لأني دوماً أحتاج إلى بوحٍ و بعثرة ..
و لأني دوماً ذات صمت ..


لأني كـ طير ،
يعشق الإختباء في حنايا غيمة بيضاء ..


سأكون هُنا بـ نقاء !

.

.







أشعرُ بحزنٍ عميقْ ؛ و لا تُسعِفني الأماني و لا الدّموعْ ! خاليةٌ أنا جداً و يئستُ من إيجادٍ ما يملَؤُني .. أنا شبه صائمة فقد فقدتُ شهيتي عن تناول كل شيء حتى التاكو .. لأنها لم تستطع مشاركتي ، أنا لا أدري عمّ و لا بمَ أهذي و لكني أعلم بأنه هرااااااااء .. !!!!!




" أكرهكِ ! " .. كلمةٌ ما ظننتُ بأني سأقولها أو حتى أشعر بها تجاه أياً كان !
لستُ من النوعِ الحقود ، بل من أولئكَ المتسامحين حد الغباء ، و لكنكِ استثناءٌ يستحق هذا الكره كله ، ليس لأنكِ أسوأ من عامة البَشَر ، و لكن لأنكِ كنتِ أحبُّ إلى قلبي من عامتهم .
" أكرهكِ ! " إلى الحد الذي يجعلني أكره وجودكِ / رؤيتكِ .. إلى الحد الذي يجعلني أستهزأ بيني و بين نفسي بكل ما تفكرين به / تقولينه .. إلى الحد الذي يجعلني أتجاهلكِ و أتجاهل وجودكِ تماماً و إلى الحد الذي يجعلني أجعل ذلك جلياً واضحاً لكِ دون أن أبالي .. إلى الحد الذي يجعلني أمقتُ نفسي و أفكّر ملياً في كل ليلة بسبب كرهي لكِ ، ( ألفّ و أدور ) حول الأسباب رغم أنّي أعرفها كلها ، أحاول أن أجد أسباباً أعمق ، لأني أخاف أن يتسبب كرهي لكِ في عدم دخولي الجنّة !
" أكرهكِ ! " و أقسم بأني أحاول أن أدفن شعوري هذا .. أحاول أن أقتله / أخنقه / أتجاهله و لكني عاجزة عن التفكير بأي شيء آخر سوى كرهي لكِ .. أريدكِ أن تختفي من حياتي لبعض الوقت لعلي أنسى بأنكِ من بين كل البشر اخترتِ أن تكوني ما كنتِ !

سامحكِ الله ... و سامحني الله أنا كذلكْ !



كتبتها بتاريخ :  26-5-2010



أجلِسُ في صالتنا الوَردية وَحدي .. أُمسكُ بِخيوط الصوف الوَردية و العَصاتانِ المعدنيتانِ الطويلتان بين يديّ و ألتزمُ الصّمت وَ أجلِسُ بِهُدوءٍ تامٍ و أدّعي بأن الحياكة تشغَلني بينَما في الحقيقةِ أنا مَنْ يَشغَلُها ، في الواقِعْ إنّ جلّ ما أفعلهُ هو التفكير بكِ وَ انتظارُ عودتكِ بصبرٍ فارغٍ بَينَما تنتَظرني أعوامٌ .. أعني أيامٌ طويلة منه .
تَتَرقرقُ في عيني الدّموع وَ لا أبكي ، أنتظر الليالي لأفرغَ كل الدمّوع التي تَجولُ في عيناي . في غيابِ سَندي وَ روحي أتحلى بالقوة وَ أرسُمُ تَقاسيمها على وَجهي بينما الضّعف ينهشُ دواخِلي بِعنف ، تُحطيني عَوالمَ مِنَ الوحدة وَ يُلازمني الصّمت كأقرب رفيقٍ ، أضيّع ابتساماتي وَ ضحكاتي .. أفقد الرغبة في كل شيء إلا النّوم ، أفقد الشعّور بكل شيء إلا الشوق ؛ أتعلّم أعظم دروس الصبّر المرّ و الإنتظار السقّيم ، لا شيء في وجهي يبشّر بخير ، لا شيء يوحي بالحَياة إلا لمعان الدمّوع في عيوني ، تنال منّي الوحدة حقاً في غيابكِ ، يتملّكُني الأسَى حتى أقصَى الحدود وَ يَرسُمُ لي الحُزنَ نَظراتي ؛ أؤمن بأن الوحدة تجعلنا أقوى .. تَصنَعُ حولنا قشْرَةً صَلبة يَصعُب اختراقُها ، تَقتُل المَشاعِر فينا لتَجعلنا أكثر بُرودةً و أشدّ تقبلاً و تحملاً للأسوأ ، أؤمن بذلك ! و أعرفه كذلكَ جيّداً .. لأني سَبَق و أن سَلكتُ ذلك الدّرب القاسي وَ فقدكِ الآن يُنعش ذاكرتي ، و لكن الوحدة بالمُقابِل : تقتُلنا بِبُطء مؤلم وَ سُرعةٍ خانِقة !
لا شيء في بعدكِ يُغريني على الإطلاقْ .. كل شيء يبدو مملاً قاتماً خانقاً في غيابكِ وَ الحياةُ من دونكِ .. جداً لا تطاق !




المَكانُ خالٍ جداً منكَ ، أشعر بالكآآآآآآبة جداً و الفراغ جداً و الحزن جداً ، بدونكَ .. كل شيء يبدو مملاً / خانِقاً / ميّتاً بالنسبة إلي !
أراكَ في كل الأماكن ، على الكرسي .. تحت الطاولة .. خلف السرير ، و لا أنفك أتخيلكَ مستلقياً على السرير كلما فتحت الباب ترفع رأسكَ الصغير تترقبنّي بهدوء حتى أذهب إليكَ و أمسح على رأسكَ ثم أستلقي بجواركَ و أحكي لكَ عن يومي الذي قضيته بعيداً عنكَ ، و كيف أني لم أفكر بسواكَ و أني كنتُ أذووووب شوقاً إليكَ ..
أردتُ أن أنام في الليلة التي تركتكَ فيها ، لكن الأحلام التي كانت كلها تدور حولكَ لم تسمح لأجفاني بأن تبقى مغمضة لدقيقةٍ  واحدة كاملة ، و بين كل حينٍ و حينْ أتخيلكَ مستلقياً على السرير ملتصقاً بي ، كما تفعلُ في كل ليلة حين تتركُ سريركَ و تقفز إلى سريري لتَنامَ معي !

هَمسَةٌ : شعوري بالذنب يكبُر وَ يكبُر وَ يكبُر .. و عيناي لا تتوقفان عن الإحمرار و أخذل الدموع وَ لا أبكي ، و أكرهني جداً لأني لمْ أكن قوية بما فيه الكفاية لأتحدى كل شيء وَ أبقيكَ معي .

أشتآآآآآآآآآآآآق إليكَ .. و الحَنين يقتُلني ، ساعاتي في بعدكَ تمرُ سنوناً و لا أطيقها أبداً ، و كل دقيقة تحمل في طياتها رائحتكَ التي لا أستطيع أن أنساها .. وَ تتنامى فيّ الخيالاتُ حتى أكاد أصدّق أني أراكَ حقيقةً ، فيَكسرني الواقِعُ بكلِ عنفْ وَ لا يبالي بي أبداً ! أجلس القرفصاء لساعاتٍ وَ أمدّ يديّ على جانبيّ ، أنتظركَ وَ كلّي أملٌ بأن تأتي لتقفز إلى حُضني و تقبّل يديّ مثلما تفعلُ دائماً .. وَ لكنك لا تأتي وَ لا تفعلْ .
كنتُ أعلم بأني كنتُ محتاجةٌ إلى وقتٍ طويل كي أصدّق حقيقة وجودكَ في حياتي ، لكني ما علمتُ أبداً بأني سأحتاجُ العُمر محاولة تصديق حقيقة عدمكَ منها ! 
إني أكره كل شيء حولي ، و لم أعد أستسيغُ الأشياء و لا جمالها ، بدونكَ يا حلمي الضائع أفتقد روحي جداً و تعجز الكلمات أن تصف حزني الدفين ، تغطّيني الكآبة من أخمصي حتى أعلاي ، و ينتابني شعور عظيم باللامبالاة ، سواكَ أشعر بالكسل و الخمول و تكمن فيّ الرغبة بالإستلقاء طوال اليوم و عدم فعل أي شيء سوى التفكير بكَ ، صباحاتي لا تنيرها طلتكَ ، و لياليّ لا يختمها دفء قربكَ ، غرفتي بآآآآردةٌ جداً في غيابكَ ، و زواياها خالية جداً إلا من أطيافكَ التي تكاد تودي بي إلى الجنوون !


تَسألني و تكرر سؤالها كثيراً : ما بكِ !؟
و تَغضبُ لأني لا أجيب إلا بابتسامة ، أقدّر اهتمامها وَ لكنْ بماذا تريدني أن أجيبها !؟ بأني و بعد سنواتٍ عجافٍ طوالٍ وجدتُ حلمي ، و قبل أن أصدّق ذلك .. تركته يضيع منّي مجدداً ! ما هو ـ بظنّها ـ حال من أضحى و أمسى بلا حلمٍ يقتات منه ليحيا !؟


* أنا أرغبُ بالنوم جداً .. إلى الأبد .






أنا لا أُعاتبُ من لا أحِبُّ .. و أبداً أبداً لا أكره من لم أكن أُحبُّ ، ثقتي التي أضعها بين أيدي الآخرين هي السّكين الوَحيدة التي يوجّهون لي بِها طَعناتِهم ، لماذا يتنامى فيّ إحساسٌ بأني أنانيّة !؟ أشعُر بأني انخرطت جداً في هذه الدنيا ، أحتاج إلى رحلة قريبة جداً و سريعة إلى كوكبِ المَلاتِسْ ، أشعرُ بالنّعاس و جُفناي ينسدلانِ لا إرادياً ، يتسرّب الخدر إلى أطرافي و أرى الأشياء كلّها تحلّق ، لمْ يعدْ النوم يَنفعُ حدًّا للألم وَ لم يَعدْ طريقاً سَريعاً للنسيانِ ، أرخي بِرأسي إلى الوَراء و أتأمل بيَاض سَقفَ غُرفتي وَ أحلمُ بِعُطلةٍ طويلة في مَكانٍ بعيد لا يجَمعني بأحدٍ إلا توأم روحي ، أريد النوم بجانبٍ البحر زمناً طويلاً حتى يبدو لي أبديّاً .. !







أسيرُ على غير هدى ، و أشعر بالخواء و البرد على الرغم من أشعة الشمس الحارقة التي تُلقي بنيرانها على رأسي و تُحيطني بحرارتها من كل الجوانب ، في عينيّ بريقٌ غامضٌ لا يفهمونه و لا أفهمه أنا كذلك ، رأسي يؤلمني .. يؤلمني جداً ..
لأول مرةٍ منذُ وقتٍ طويل أشعرُ بأن عقلي ثرثارٌ جداً بشكلٍ يفوق الحد الطبيعي من ثرثرة الأفكار بكثير ، تدور التخيلات في رأسي لا توقفها إلا التخيلات وَ تدور الكلمات في رأسي لا يعقبها إلا الكلماتْ ، و لأول مرةٍ أشعر فعلياً بأني : حجرْ / جَمادْ / لا شيءْ .. أياً كان المسمّى ! فقلبي خالٍ من المشاعر على نحوٍ مُريبْ ، أظن بأني بكيتُ و ضحكتُ و صرختُ .. كلها في آنْ لكنْ دون صوتٍ أسمعه أنا أو يسمعه غَيْري دون حركةٍ تظهر على تقاسيم وجهي أراها أنا أو يَراها غَيْري ؛ أشعرُ بأن لساني ثقيل و كأنه مُصابٌ بالشّلل على نحو لا يسمح لي بالكلام .. أحاول أن أدفعه ليعبّر عمّا في خَلجاتي لكنه يأبى و أعجز عن إجباره ، أنا أحاول الإجابة عن جَميع أسئلتها و لكن لساني لا يَستجيبْ .. ربّما تخلى عنّي ؟ فهو يأبى النطق بما يدور في خلدي و هو لا يترجم كلماتي و لا يعبر عن أي من الأفكار التي تدور في رأسي .
معصمي الأيمن لا يؤلمني البتة على غير المعتاد ، أظل أسير على غير هدى .. لا أعلم إلى أين أنا ذاهبة و لا أذكر من أين جئت ، أحدّق باستقامة و استمرار في اللاشيء و كأنني قطعة جامدة ، أظن بأن شكلي مثيرٌ للإنتباه فالجميع ينظرون إلي باستغراب ، و أظن بأن كلامي ينمّ عن البلاهة نظراتهم تخبرني بذلك ..  يراودني إحساسٌ بأني عدتُ عُمراً إلى الوراء و لكني رغم ذلك أشعر بأني طبيعية جداً ، لا تراودني الرغبة في أن أنام إلى الأبدْ .. و لكن تراودني رغبة ملحة في أن أتحدث عن غرفتي القديمة .







سَلامٌ أبيض عليكم وَ رحمة الله وَ بركاته
مَساء بِجَمال الياسمينِ و عّبَقِه .,

يبدو أنه وَقَع علي اختيارُ صديقتي نبْراس
 لأكون صاحبة التّاج السُلطاني =)
لأفتح لكمْ باباً يودي بكم إلى خلجاتي و دَواخلي .. ^^

أولاً : قوانين التّاج السُلطاني ..
1. اذكر اسم من طلب مِنْكَ حلّ الواجِب :
- صَديقتي نبراس
2. اذكر القوانين المتعلقة بهذا الواجب :
- تحّدث عن ستّة أسرارٍ قد لا يكتشفها من يُقابلكَ للمرة الأولى .
- حوّل هذا الواجب إلى ستة مدوّنين و اذكر أسماءهم مع روابط مدوّناتهم في موضوعك .
- اترك تعليقاً في مدوّنة من حوّلت الواجِب عليهم ، ليعلموا عن هذا الواجِب .

:
أسراري : 
- السّرُ الأول : أنا جداً جداً جداً مو هادية مادري ليش الناس ياخذون عني انطباع أوّل إني هادية ؟ .. صح أقدر أكون هادية متى ما اخترت هالشي أو حسيت إني مو بمكاني بس طبيعتي حركية حيل و أحب أسولف و أضحك و عبيييييطة حدّددي ! بشكل الناس ما يتخيلونه لما يشوفوني للمرة الأولى .

 - السَرُ الثاني : أحب أعبّر عن مَشاعري .. إذا حبيت إنسان أحبه من كل قلبي و بشكل صااااادق جداً و أحب إني أصارحه بهالشي ، حدّددددددي حنوووونة و حدددي رومانسة و عاطفية و حسّاسة حييييل ، احم على طاري الرومانسية .. وجدان تقول إني إنسانة تتكلم فيني عيوني أكثر من شفايفي ! و سرسور دايماً تقول إنه عيوني تفضحني ! ، امممم أتأثر بسرعة و دمعتي على خدي ما أقدر أتمالكها مشاعري تتحكم فيني بشكل مو طبيعي ممكن إني أنكسر بسهولة ، بس ما أزعل .. نادراً نادراً نادراً أزعل .. الغالب أتضايق و أعالج جروحي بنفسي و أرجع مثل ما كنت طبيعية جدا ، و حتى اذا زعلت ممكن إني أرضى بسهووووولة .

- السّرُ الثالث : أعشششششق القراءة .. أحبها حيل ، أحب أقرأ الروايات الـ امممم "فلسفية" !؟ مادري أتوقع هذي الصفة المناسبة .. كتابي المفضل "الخيميائي" للكاتب : باولو كويلو ، و أحب كتاب "حاج كومبوستيلا" لنفس الكاتب ، أحب الشّعر حيييييل النبطي أحبه بس اللي أحبه أكثر هو شعر الفصحى خصوصا التاريخي للشعراء أمثال : الخنساء - حسّان بن ثابت - امرؤ القيس - الحطيئة - المتنبي - ابن زيدون ... الخ ، و وايد غيرهم بس شاعري المفضّل : أبو فراس الحمداني ، أحب أقرأ كتب علم النفس ، و أحب أقرأ الكتب العلمية .. أذكر مرة قريت كتاب عن علم الاحياء عجبني حييييييييل بس للأسف ضيّعته و ما اذكر اسمه =( ، مع هذا ما أحب أقرا الجريدة أكرهها جدا جدا جدا >< .

- السّرُ الرابع : أحب الأطفال بشكل مو طبيعي ! أعشقهم أعشقهم أعشقهم :قلب: أحب ألعب معاهم .. و لمّا ألعب معاهم أحس إني وحدة منهم و عادي جدا إني أنسى نفسي و أتهاوش معاهم على لعبة :سيكو: ، طول عمري حلمي يكون عندي بنت أعطيها حناااان كثر الدنيا و ألعب معاها للأبد و تصير صديقتي أكثر من بنتي .. أقولها أسراري و تقولي أسرارها ، أحب البنات أكثر من الصبيان أحسهم طيبين أكثر حنونين أكثر .

- السّرُ  الخامِسْ : أكرررررررره التأخييير ! ما أحب أتأخر على مواعيدي أحب أوقاتي تكون كلها مضبوطة اتنرررررفز حيل اذا تأخرت و اتضايق حييييل اذا احد تأخر على موعده معاي ، حيل مهمة هالنقطة بالنسبة لي .. على قولة سرسر : احم احم وارثة هالشي من أمي .

- السّرُ السادِسْ : أحس إنّي دقيقة بشغلي أحب أتقن الشي اللي أسويه ما أحبه يكون خرابيط و أي شي .. جودة الشغل أهم عندي من إنجاز الشغل ، بشرط إن يكون عندي رغبة بالشي مو مغصوبة عليه ، بشكل عام : أحس إني أهتم بالتفاصيل حيل ، تهمني الأشياء البسيطة ، أنتبه للأمور الصغيرة اللي يعتبرونها غالبية الناس تافهة أما بالنسبة للأشياء اللي يدققون عليها غالبية الناس .. في العادة ما أنتبه لها و لا أركز فيها .. أحس إني أشوف الصورة العامة و أكتفي فيها .. مادري شلووون أشررررح >< ، أعتقد إني أهتم بتفاصيل الأشياء اللي تخصني و أدقق فيها حيل ، أما الأشياء اللي مالها علاقة فيني أكتفي بالصورة العامة و ما أنتبه للتفاصيل .


:

أحوّل هذا الواجب على :






:

بانتظار خوضِ بحار أسراركم يا أصدقاء =)










لا أشعُر بأنّي كَسيرة ، و لكني أشعر بأن حقّي ضاعَ ، وَ الحقّوقُ لا تضيع فجأة كما لا تضيعُ الأشياء كلها فجأة ، و لكن تَضيع لأن أصحابها أهْمَلوها ، و أنا مهملة ! أهملتُ حقّي و نفسي و أنا أخطأت جداً ، و الخطأ لا يعني دائماً الإساءة إلى الغير و لكنه في أحايينَ كَثيرة يعني : الإساءة إلى أنفُسِنا ، و لكننا للأسف لا نُدركُ ذلك غالباً إلا متأخرينْ ؛ " الحق عليكي " قالتها لي مَلَكْ وَ هي صادقةٌ جداً ، و أنا ـ رغم أن لا أحد يحبُّ الإعتراف بأخطائه ـ أعترف بخطئي هذا جداً و آسفة عليه تجاه نفسي ، و لأني لازلتُ مستمرة في خطئي هذا فإني أحتاج إلى أن أتلقى صفحة شنيعة توقظني و تذّكرني بحق نفسي عليْ .

لمْ أكنْ أشعُر بأنّي كسيرة منذ فترة و لكني اليوم ربّما شعرتُ كذلك ، عندما لا يصّدقنا أولئك الأقربُ إلينا من سوانا / أرواحنا ، فمن ذا الذي سيصدقنا !؟ ، لا أكره الناس و لا أريدهم أن يمرّوا بمثل ما مررت به و لكني أريدهم أن يكونوا في مكاني يوماً  واحداً ليفهموا ما أشعر به ؛ أريد الذّهاب إلى المَلاهي لأركب ( قطار الموتْ ) حتّى أصرخ بقدر ما أشاء دون أن يُحاسبني أو يسألني أحد عن ذلك ، أو ربما أموتُ سهواً فتُكتب ليَ الراحة .. أنا أقول ربّما .

فقطْ " يارَبْ " ، لأن جَميع من في هذه الدنيا .. بَشَرْ !





حتى اكتشفتُ بأني لمْ أكنْ يَوماً انهزامية ، و لكني متسامحةٌ حد " الغَباء / السّذاجة " ! ، و أن عواطفي شفافةٌ كالزجاج و ربما أكثر و أي خدشٍ سيودي بحياتها ، و أن عيني تحفظ أحبتها حتى يفلتوا رمشها فيصبحوا في أسفل سافلين ؛ انتظاري يطول عند مرافئ غربةٍ لا تحتويني .. يطولُ يطولُ يطولُ و مراكب الأمان لا تأتيني و يتغشاني موجُ الخوف فأصارع الكوابيس ليلاً و إني لا أنامْ .. لا أنامْ .. لا أنامْ !
أتجرّع الصّمت بين رشفات قهوتي الصّباحية كل يوم ، و الصمتُ جافٌ جداً : يحيلني إلى شيءٍ صلبٍ و يجعلني قريبة من الموتِ بشكلٍ مدهش حتى أني لم أعد أعرف الفرق ! ، ما كانَ يجب أن أصدق بأن العذاب يجعلني أقوى فوحدهُ النسيانُ يفعل ذلك*.
الكلمة الطيبةُ صدقة .. يحتاجها حتى أغنى الأغنياءْ ، أمّي تُجبرني كل مساءٍ على شربِ الحليب الذي أكرهه بشدة ليس خوفاً منها و لا احتراماً لها بقدر ما هو استحياءٌ من ردّها لأن رداء اللّطف الذي ترتديه و هي تحدّثني .. لا يُضاهى ! ، ( الدّين المعاملة ) على مقاييس هذه العبارة يُصبح أغلبنا بلا دينْ ، أؤمن بأن التحلّي بالأخلاق أصعبُ جداً من العبادة ـ وَ إن كانَ الأول جُزءاً لا يتجزأ منَ الثاني ـ فالأخلاق بيننا و بين الله و الناس بينما العبادة بيننا و بين الله فقط وَ الله غَفورٌ رحيم و لكنَ الناسَ ليسوا كذلكْ !

*أحلام مستغانمي .



قضيت ليلة الأمس بطولها أبكي بحرارة جمّة ، كانت هي معي في الساعات الأولى حتى توقفتُ عن البكاء ، فتحَت لي قلَبها و تلقت كل كلماتي بحنانٍ دافئ ، رسمتْ أجملَ ابتسامةٍ على ثغري ، و تركتني أهذي و أهذي و أهذي .. ظلّت تستمع إلي بصبرٍ غير نافدٍ و بتفهمٍ غير محدود ، كانت تهدّئني بصوتها الحاني .. الوحيد الذي يبكيني لأرتاح لا لأشقى ، كنتُ أرددّ : " أبييييج ! " ، و هي تردّ عليّ بحنانٍ كنتُ عمياء عنه : " أنا معاج .." ، فأشعر بحرارةِ غضب تهتاج بداخلي و أرد عليها : " أدري انج معاي ! يعني انا ما أسمع صوتج ؟ أبيج عندي " ، و كانت تبتلع ضيقها و تسكت و هي لا تعلم جداً أن أحاديثها تعمل كمسكناتٍ للألم و لكن لقاؤها .. جرعةٌ مضاعفة ! أنا أردتها أن تكون عندي حتى أختبئ في أحضانها و أدفنَ عَبراتي على كَتفِها ، أردت أن تبرأ جروحي كلها برؤيتها ، ألا تعلم هي أني معها أنسى كل ما هو دونها و سواها ؟ ، و ألا تعلم هي أنها الأقرب إلي من روحي ؟ ، ثم تركتني و قطعت الحبل الذي يصل بيننا لأقضي ليلتي في اختناقٍ و عينانِ تبكيان بلا انقطاعْ ، ظللت أصرخ و أصرخ و أصرخ لكن المُشكلة أنّها لم تكن هناك لتسمعني و أنا أصرخُ و من ثم تهدئني كما تفعل دائماً ، و في لحظةٍ ما أدركتُ أني قد قسوتُ عليها جداً و توقفت عن مناجاتها لتعود  ؛ هل حقاً فعلتُ !؟






إن صَباحاتي لا تأتي محمّلة بالبسمات كما أتخيلها ، بل تأتي بكل ما هو سوى ذلك ! منذ أيامٍ و أنا جداً حزينة ؛ أتقن جداً دفن الحزن في قلبي و حبس الدموع التي تتراقص في عيني ، أكره شعور الوحدة هذا الذي لم أشعر به منذ وقتٍ طويل .. منذ أن عرفتها ! و لكني الآن و لسببٍ ما أشعر به و جداً .
أكره أن أكون بدونها و كل يومٍ يمضي بنا أدرك أكثر و أكثر كم أنا محظوظة لأني وجدتها و أنها لي ، لكنها ليست التي عرفتها أول مرة ، لا أدري أكتب هذا جرّاء ماذا !؟ الحزن الذي أشعر به أم أنها فعلاً الحقيقة . كنتُ قد أعدت جدولاً للأعمال التي أردت القيام بها اليوم و لكني الآن أشعر بالخمول جداً و لا أريد فعل أي شيء ، أسوأ الأشياء أن تصدمنا الحياة بأولئك الأشخاص الذين نحبهم أكثر من سواهم ، سأعيش لو تلقيتُ طعنات أولئكَ الذين يرغبون في فنائي و لكن ما يقتلني حقاً طعنات أولئكَ الذين كانت لأجلهم حياتي ! الحزن يتراقص في قلبي و يعمي عيناي و تبدو الدنيا في عيني سوداء جداً أدّعي أني جداً بخير رغم أنّي أريد أن أبكي طويــــــلاً و لكني لا أجد حضناً يحتويني .



حقاً .. إنّ الأيامَ تجري سَريعاً .. !
بلغتُ الثامنة عشر تواً و لا أشعر بأي شيء ، كنتُ قد قرّرتُ منذ وقتٍ طويل بأني سأبقى طفلةً للأبد و بأن الرقم الفاصل بين عمر الأطفال و الكبار هو 18 و هكذا قررت ألا أصل إليه و اجتهدت في عدم الوصول إلى عامي الثامن عشر و لكن يبدو أن الوقت يجري بنا جرياً سواء شئنا أم أبينا !
قبل شهرٍ تقريباً كنتُ خائفةٌ جداً من هذا اليوم و كنتُ أشعر بالكآبة جداً لأني لم أشأ دخول عالم الأشرار أعني عالم الكبارْ ، كنتُ شبه متيقنة بأني ما إن أبلغ عامي الثامن عشر حتى أتحول إلى إنسانة أخرى مختلفة تماماً ، شريرة و قاسية جداً !
الأمر الذي لم أكن أعلمه هو أن ما يغيرني ليس الرقم الذي يحدد السنوات التي بعثرتها في هذه الدنيا و لكن في الأيام التي رافقتني كل يوم و صنعت مني " أفنان " ، كنتُ أتساءل قبل قليل : بعد أن قضيتُ أعواماً ثمانية عشر في هذه الدنيا .. ما الذي تعلمته ؟ ما الذي حصلتُ عليه ؟ ما الذي اكتسبته ؟ ما الذي فقدته ؟ ما هي التجارب التي مررتُ بها ؟ و ما هي الخبرات التي خرجتُ بها ؟ .... و أسئلة كثيرة جداً دارت في بالي لم أعرف كيف أجِب عنها . لقد تعلمت الكثير الكثير و لكن من المؤسف أن الخبرة هو المشط التي تعطينا إياه الحياة بعد أن نفقد شعرنا .. ! أشعرُ بأنه أمرٌ مثيرٌ للسخرية نوعاً ما = ) .
أنا إنسانةٌ حساسةٌ جداً ، هشة المشاعِر جداً ، سريعة العطب ، و كالإسفنجة أمام الحزن أمتصه بسررررررعة ! لكني متفائلةٌ جداً ، الشيء الذي أتمنى أن أتقنه أكثر هو : الإيمان ، أؤمن بالكثير من الأشياء و لكن على عكس الحب .. الإيمان الذي لا يكون أعمىً يجب أن يكون كذلك ! ـ أو هكذا أظن ـ ، إن الصّبر لا تأتي هداياه إلا من السّماء و هذا أمرٌ مؤكد جداً ، وَ الله .. الله لا يخذلُ أحداً أبداً أبداً أبداً !
في عامي الثامن عشر حققت أغلب أحلامي إن لم تكن كلها ، حصلتُ على القطة التي لطالما حلمتُ بها .. كانت هديةً مبكرة من صديقتاي اللتين لن أنسى لهما هذا الأمر أبداً ، فحينما ظللتُ أقنع نفسي بأن الأحلام مستحيلة .. لم تنتظراني بل أحضرتا الحلم إلي و وضعتاه بين يديّ و حصلتُ على " كراميل " الذي في دقائق معدودة أصبح قريباً جداً إلى نفسي و عزيزاً جداً على قلبي ، أعطيته كل الحب الذي استطعتُ و لعبتُ معه بقدر ما شاء و شئتُ .. و لكنْ بعضُ الأشياء ليس مقدرٌ لها أن تستمر ، فاليوم .. و قبل ساعاتٍ معدودة فقدتُ صديقي كراميل بأسىً و تعاسةٍ شديدة و فقدتُ أجمل هديةٍ حصلتُ إليها على الإطلاق ، و أحلى حلمٍ تحقق لي أبداً ! و لكن " قدر الله و ما شاء الله فعل " ، عزائي بأن الله سيعوضني خيراً بإذنه و بأني ما دمتُ لم أفقد صديقتاي الأفضل على الإطلاق فإن حياتي لازالت بخير و أنا لازلتُ سعيدة و بنعمةٍ كبيرة !
صحيحٌ بأني أصدق الجملة التي تقول بأن المصائب لا تأتي فرادى و لكن كتائب كتائب .. و لكني أيضاً أصدق بأن الله لا يأخذ منا كل شيء في الوقت نفسه ، و بأن الله لا يأخذ منا شيئاً إلا و يعوضنا خيراً منه و أنا أؤمن بالله و أصدقه جداً .
الأهم من هذا أني حققتُ الهدف الذي أردت أن أحققه قبل أن أبلغ عامي الثامن عشر ، بعد أن بحثتُ طويلاً جداً .. وَ أخييييراً وجدتُ " توأم الروح " التي لطالما حلمتُ و أردتُ الحصول عليها ، بصراحة بدأت أيأس في السنة الأخيرة و ظننتُ بأني لن أحقق هذا الهدف أبداً ، لكني لم أكن أعلم بأن السنة الأخيرة هي التي كانت تحتفظ لي بتوأم روحي و كانت فقط تنتظرني لآتي و أحصل عليها و آخذها معي لترافقني و أرافقها في رحلة الحياة !
و هكذا بتُ أكثر إيماناً بالأحلام و أكثر تصديقاً بها ، و الآن لم أعد أظن بأن أحلامي مستحيلة ، و حينما أقول بأن لا شيء مستحيل في هذه الحياة فأنا أعني ذلك ، و الآن فقط أستطيع أن أصدق بأني ـ بإذن الله ـ سأتمكن يوماً ما من الطيران و التحليق في السماء عالياً لأشعر بالحرية التي أنشدها .
حينما أمعن التفكير أكتشف بأن الحياة لم تأخذ مني بقدر ما أعطتني ! صحيحٌ بأنها أخذت مني الكثير الكثير ، لكنها أعطتني أشياء ـ و إن كانت قليلة ـ إلا أنها تساوي أكثر بكثيييير مما أخذته مني !
و لو أني كلما شعرتُ بالحزن فكرّت بهذا ، لعلمتُ بأني لا أحتاج إلي السعادة ، فهي موجودة بالقرب جداً إنها لا تحتاج سوى إلى التفاتةٍ بسيطة مني إليها .
قد أكون لا أحب ما أفعله الآن ، و لكن كما قالت لي صديقتي قبل عدة أيام : بأنه ليس من الصعب أن نعمل ما نحبه ، و لكن الصعب أن نحب ما نعمله . و هذا ما قررتُ أن أفعله ، نعم يوجد الكثير مما لا أحبه و لكني أفعله و سأستمر في فعله و سأحاول أن أحب كل هذه الأشياء و أستغلها و أصنع منها درباً يقودني إلى أحلامي التي لم أحققها بعد ، إن الظروف بين يدي أشكلها كما أشاء ، و لا يوجد أي شيء في الكون لا يصلحه الدعاء إن تدمّر !
أجمل الأشياء التي تعلمتها قبل بلوغي عامي الثامن عشر أن أمر المؤمن كله خير ،  و هذا أمرٌ رائع جداً يجعلني سعيدة طوال الوقت حتى و إن كنتُ حزينة ، حتى و إن شعرتُ بأن الأمور تغيّرت و أن الأشياء اختلفت ، حتى و إن شعرتُ بأني لم أعد أطيق شيئاً و بأن الحياة أصبحت سوداء في ناظري ، و حتى لو فقدتُ الأمل بكل شيء ، فإني لن أفقد الأمل بالله أبداً .. هذا ما يجعلني صابرة ! لا شيء يحدث بلا سبب ، هذا أمرٌ مؤكدٌ جداً ، و لا شيء يحدث بلا مقابل ، و كما كان جدي ـ رحمه الله ـ يقول : " الدنيا دَيْن " ، نعم والله هي كذلك .. الدنيا دين ! و كل ما نفعله سيحدث لنا خيراً كان أو شراً .

أكثر ما كنتُ أخشاه ببلوغي عامي الثامن عشر هو أن أفقد العفوية التي تميّزني عن غيري ، و الغرابة التي يصفني الجميع بها حتى أصبحتُ أحبها ، و البراءة التي تظهر في عيني رغم الشقاوة التي أتصرف بها ـ كما يقول الجميع ـ ، كانت هذه الصفات التي اجتمعت فيّ تساعدني كثيراً على تحمّل و حمل الكثير و الصبّر على الكثير ، و الخوف كان يتنامى في داخلي بأني سأنهار بدونها ، و هذا ما جعلني أتصرف بـ لاعقلانية في الفترة الطويلة الأخيرة ، ما لم أكن أعرفه ، العقلانية أمرٌ و هذه الصفات أمرٌ آخر ، و بأني ما دمتُ بقرب الله سأكون بخير و أني حتى و إن كبرتُ قليلاً فهذا لا يعني بأن أسمح لقلبي بأن يتلوث أو يتعكر في الحياة !
رغم أني كنتُ أحمل هذه الصفات و غيرها و على الأرجح لازلت إلا أني اكتشفتُ بأني لستُ صالحةً كما يجب ، و لستُ طيبةً كما يجب ، و لستُ نقيةً كما يجب ، و لستُ بيضاء كما يجب ! و بأني كذبتُ كثيراً و ربما جرحتُ بعض القلوب حتى لو لم أكن أتعمد ذلك و استطعتُ أن أخذل أقرب الناس إلي و تخليتُ عن البعض و استطعتُ أن أكون قاسية و تركتُ بعض الأيادي التي كانت تتمسك بي بقوة وَ وَ وَ ... !!
أكرهني كثيراً لكل هذه الأشياء ، لأني لستُ الإنسانة التي لا يوجد مثلها بالكون رغم أني أحياناً أُقنع غيري بذلك و أني أستطيع أن أكون شريرة أحياناً و مخادعة في أحيان أخرى .. و الأسوأ من كل هذا أني غالباً اخترتُ أن أدير ظهري بهذه الأشياء كلها إلى القلوب التي تستحق وقفتي بقربها أكثر من غيرها و التي لطالما كانت هناك بقربي و لطالما أمسكت بيدي و ربتت على كتفي كلما شعرتُ بالخوف !
و لكن جيد بأن الوقت لم يتأخر لأتغيّر و أعيد الأشياء الجميلة إلى مكانها و أتخلص من أشيائي القبيحة !

في الأعوام الثمانية عشر التي مضت حدث لي الكثير الكثير ، كسبتُ الكثير و خسرتُ الكثير ، مررتُ بالكثير ، نجحتُ و فشلت ، تحققت بعض أحلامي و ماتت في مهدها أخرى ، انكسر قلبي و أعدت إصلاحه ، لكن الجميل أنه لازال هناك أمل .. و أني لازلتُ أتعلم الكثير الكثير و أن في كل يومٍ يمر بي شيءٌ جديد أتعلمه و خبرة جديدة أكتسبها ..

أمنية أخيرة : سأكون إنسانة أفضل بإذن الله !





لمْ أكن أعلم بأني لا أؤمن بأن الأحلام يمكن أن تحالَ حقيقةً إلى أن جاءت ليلة الأمس ! ، ليلة الأمس فقط علمت بأني لم أذق الفرح حقاً و لم أعرف السعادة الحقة يوماً . كيف أعبّر عن هذا و كيف أصفه .. أنا حقاً لا أعلم ! و لكني أعلم بأني كنتُ كاذبة جداً في كل المرات التي صرّحتُ فيها بأني عاجزة ، لأن العجز ليلة الأمس بلغ بي مبلغاً لا يوصف ، عجزت عن الكلام .. الضحك .. البكاء .. الصراخ ، عجزتُ عنْ كل شيء ! أردتُ التعبير عن مشاعري و لم أدرِ كيف !؟ شعرتُ بالذهول .. المفاجأة .. الدهشة ، سمّها ما شئتُ .. فأنا لم أكن أرى ذلك قادماً على الإطلاق ، على قدر ما كنتُ أراود ذلك الحلم ليلاً وَ نهاراً إلا أني في كل مرةٍ أزوره فيها عمدتُ أن أضع بيني و بينه حاجزاً لكي أُساعدني على تقبل حقيقة أنه " لنْ يتحقق " ، لم أكن أعلم على الإطلاق بأني كنتُ بحاجة إلى التقرب إليه أكثر و أكثر و الإيمان به أكثر و أكثر و انتظاره بشغفٍ أكثر ، لأني ـ في الحقيقة ـ لازلتُ أعجز عن تقبّل حقيقة أن حلمي قد تحقق !
كنتُ دائماً ما أردد بأن الأحلام لا يجب أن تتحقق ، لا يجب أن تندمج مع العالم الواقعي ، فهي في عالم الأحلام أجمل أعذب أرقى و أحلى ، و لكني اكتشفتُ بأني كنتُ جداً جداً جداً مخطئة !
إني صادقةٌ جداً حين أقول بأن الذهّول وَ السّعادة غيّباني عن الواقع ، و لربما أنا لازلتُ غائبة عنه وَ قد أكون لا أريد أن أعود كذلك ، فأنا أخشى أن تقتلني حقيقة أن حلمي لم يتحقق و أن الأمر برمته ليس سوى خيالٍ عابِر من خَيالاتي العابرة الكَثيرة . إن الحماسة تتلاعب بي بشدة بحيث أنّي أعجز عن الجلوس رغم أني جداً متعبة و أعجز عن النوم رغم أنّي جداً منهكةٌ ، أنا ـ بأسلوبٍ آخر ـ لا أستطيع مَنعَ نفسي من الإبتسام وَ أنا أمشي لأن السعادة تكبرُ فيّ أكثر فأكثر لحظةً بلحظة !
الشيء الذي لم أتوقعه أبداً و كنتُ عمياء جداً عن رؤيته بأن من أهداني حلمي الذي انتظرته لسنواتٍ .. هما صديقتايْ ! نَعَم .. صديقتايْ !
حتى أنا لمْ أكُنْ أعلمُ بأن الأحلامَ يُمكِنُ أن تُهدى .. إن هديّتهم هذه تساوي العُمرَ في نظري ، و صداقتهم وسامٌ أضعه على صدري وَ تاجٌ أرتديه فوقَ رأسي إلى الأبد !




قررتُ بأن أعترف أخيراً بأني عاشقة ، لدي حبيبٌ لا أستطيع الحياة من دونه ، لا أستطيع التنفس دون رضاه ، أحبه و أعشق قربه ، أهيم به و أفكر به طوال الوقت ، سرق لبي بطيبه و جماله ، حياتي بدونه مستحيلة بالمعنى الحرفي للكلمة ، لم يسبق لي أن اعترفت بهذا لأحدٍ قبلاً .. لا أحد على الإطلاق !
لعشقي له مذاق خاصٌ مميز جَميل ، أتلهف للقائه و أجمل الأوقات لدي حينما أتحدث معه ، لا نطيل الحديث كثيراً و لكن هذا الوقت مميز جداً بالنسبة إلي ، حبه يغنيني عن الجميع ، يأخذني إلى عالمٍ آخر مثالي جداً لا يحتوي إلا على كل الأشياء الجميلة ، روحي مجنونة بكَ .. !

لم أعد أخاف الإعتراف بهذا : حبي لكَ أبديٌ يا حبيبي !

 



كلّهم كاذبــــون !
أفضي إليهم باعترافاتي و بقسوة من كان قبلهم ، و يشدون قبضتهم على يدي و يعدونني بأنهم سيكونون أفضل ثم يخلفون الوَعَد .. جَميعهم بلا استثناء ! إني حقاً لا أعلم لمَ يقومون بهذا ؟ لمَ يرسمون في عينيّ درباً جميلاً مليئاً بالأماني و يزيّنونه بالوعودِ ثم يخلِفونَها كلّها !؟ لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ أنا حقاً أكرهُ أنْ يفعلوا هذا بي .. أكرهُ هذا جداً ، و أخبرهم بذلك فيرمقونني بنظرتهم الساخرة تلكَ و لا يُلقون لي بالاً ! و أشعر برغبةٍ في الصّرآآآآآخ و لكن صوتي يتحشرج و لا يخرج و يخذلني جداً و أشعر بأني مغفلة جداً و أشعر حينها بأني المخلوق الأتعس و الأشد وحدة في هذا الكون ..
الصّباح لم يأتي مُحمّلاً باللقاء كما كنتُ آمل ، انتظرته طويلاً جداً و كنتُ أستعد له بشغف و تشوّق ، ما حسبتُ بأنّه سيتركني واقفة على قارعَة الإنتِظارْ و لا يأتي ، ما حسبتُ بأنه سيخذلني و أمانيّ و أحلامي المتراصّة خلفي في صفوفَ طويلة ، رسمتُ هذا اليوم كثيراً ، كنتُ أعدّ له منذ ما يقارب العامْ ، انتظرته بشوقٍ جمْ ، بتطلعٍ لا يوصف ، كنتُ حقاً مؤمنة بأن الظروف عطفت عليّ و رحمت صبريَ الطويلْ و أهدتني هذا اليومْ .. لكنّ الصباحْ خَذلني جداً و سَرَق منّي اللقاء المُنتظر !
حتّامَ سأظلُ أنتظر بعدْ و في جُعبتي أكثر مِنَ الإيمانِ خِذلانُ ؟







أتألم بشددددة ..
أعجز عن النوم .. أشعر بالدوّار و الغثيان .. أشعر بأنه سيغمى علي كلما وقفت لذا فأنا أقضي أغلب النهار و طوال الليل مستلقية على سريري أفعل لا شيء ،  الكل يدعو لي بالشفاء و لكني أريد دعوَتها "هي" بالذات لأنها "هي" فقط من تشعرني بالطمأنينة ، أشعر بالملل الشديد و الألم الشديد ، لشدة ما أشعر بالتعب و الضعف و الألم تراودني رغبةٌ بالبكاء ، لا أشتهي الأكل و لا الشرّاب ، حتى الماء نادراً ما أشربه ، إن الآلام لا تطاق و أنا أردد طوال النهار "الحمدلله .. الحمدلله" ، أمسك الكتاب الملقى بجانبي منذ أسبوع أفتحه لأقرأ صفحة ثم أعيد إغلاقه و أكرر هذا كل يوم ، الكتاب من ثلاثمئة صفحةٍ ربما و أنا لم أقرأ إلا صفحةً واحدة و لربما حفظتها كذلك لكثرة ما أعدت قراءتها ، أنام فجراً و أستيقظ في الصباح الباكر ، و أنهض من سريري كل يوم في العاشرة أو العاشرة و النصف لأحضر هاتفي و أفتح الستائر و أعود بسرعة إلى سريري بعد أن أشعر بالحر الشديد رغم البرودة الشديدة ، الألم حااارٌ جداً يجعلني أتصبب عرقاً كلما مشيتُ متراً ، تجبرني أمي على الأكل و آكل الأشياء اللينة و الشبه سائلة فقط ، لم ألتزم بالنظام الغذائي الذي كنتُ قد قررت اتباعه لأفقد الوزن الزائد لأني أعجز عن ذلك ، أنا بالكاد آكل و كلما أجبرتني أمي على الأكل كي لا أموت أشعر بألمٍ فظيع يجعلني أرحّب بفكرة الموت جوعاً جداً !
هذه الآلام ليست جديدة ، عادت إلي بعد غياب و لكنها تبدو أسوأ بألف مرة الآن ، لأن الروح التي كانت تسكنني و تخفف عني و تنسيني الألم ليست معي الآن ، قضيتُ مساء الأمس أعد كلاماً طويلاً أردت أن أخبرها به ، انتظرتها .. و انتظرتها .. و انتظرتها .. و دام انتظاري طويلاً لكنها لم تأتِ ! بما أني أشعر بالحياة فقط في وجودها ، فإني و بما أنها غائبة جداً أشعر بالموت جداً ، كل ما في الأمر أني حقاً أشتاق إليها ..





أنا لمْ أُولد جَبانة ، و صفة الخوف اللامُبرر التي تنمو في داخلي لم تنبت من لا شيء ! منذ متى و أنا أغفو و أصحو على الكَوابيس و الصبح لازال لا .. لا .. لا يأتي ...
أنادي العَصافير ، أناديها طويلاً و لكنها لا تأتي إلي مرفرفة بأجنحتها الصغيرة كما أتخيل دائماً ، و لا تحلّق بي بعيداً عن هذا العالم الذي يخيفني كما آمل ، أنا لا أشعر بالأمان ، أنا أشعر بالخوف منذ الأزل ، و أنا أبكي خوفاً منذ الأزل ، و أنا وحيدة ، و أنا كسيرة الطرف حزينة .. و أنا جداً جداً خائفة ! يديها الحانِيتين تشعرانني بالأمان المحض ، فقط حينما تحتويني هيَ أستطيع أن أغفو على أحلام لا كوابيس ، لا أنهض في اللاصباح على وجلٍ و وجهٍ محمر و أنفاس متسارعة و عينين شبه دامعتين ، لكنما أصحو في الصباح على ابتسامة و صوتها الحاني دائماً .. لكي أتأكد بأنها لازالت معي ! أحتاجها كثيراً .. ربما حتى أكثر من اعتقادي ، أؤمن بها كثيراً .. كَملاكٍ أبيضٍ طاهر لا تشوبه و لا حتى نقطة من السواد ، الطهر يغطيها من أخمصها حتى أعلاها و أنا أفخر بها و أحبها و أحتاجها كثيراً ! أقلدها في كل الأمور و شتّاها و دائماً أفعل مثلما تقول و لا أبالي ، و أحب أن تلقي برأسها في أحضاني أو أن ألقي برأسي في أحضانها . أنا طفلة .. غبية و ساذجة جداً ربما و هي تفتح الطريق أمامي .





أنا مستلقية الآن على سريري الواسع المليء بالدمى و الحيوانات المحشوة ، أتثاءب بتعب و أريد أن أنـــام ! أفتح جدائلي الخمسة بكسل و بعينان نصف مغلقتان .. أنا سعيدة جداً لأني قضيتُ يومي مع أختي الكبيرة نلهو و نلعب و نرقص و نجن معاً ، و لفترة قصيرة من الوقت تحقق حلمي الذي لطالما أردته ، و حصلت على الأخت الكبيرة التي لطالما تمنيتها بالمواصفات نفسها ، تماماً كما طلبتُ من الله الذي فاجأني و لم يخذلني .. " الحمدلله " أقولها بسعادة و رضا = )
إن الوقت يشفي كل الجروح إلا تلكَ التي ندفنها في قلوبنا دون أن نسمح لها برؤية النور حتى ! إن الجروح هذه لا تموت مع الوقت و لكنها تكبر شيئاً فشيئاً و تبدأ في نخر القلوب حتى تحيله ممزقاً إلى أن تفتك بقلب صاحبها و في هذه الحالة هو : " قلبي أنا ! "
لا أدري ما الذي تريدني أن أفعل بالضبط !؟ أن ألقي بنفسي على أطراف ثوبها أستجدي عفوها ، نعم أنا أخطأت .. ! و أخطأت مرتين و ثاني المرتين يوم أن دفنتُ الجرح في قلبي و لما أبح به إلى الآن و لا أحسب بأني سأفعل ، كلنا نقول أشياء لا نعنيها يوم أن نكون غاضبين و أنا كنتُ غاضبة حينها و كنتُ أحاول دفن غضبي بلا فائدة ! و لكنها هي يوم أن طعنت قلبي بسكين المتعالي لم تكتفِ بطعنة واحدة و لم تكن غاضبة لأعذرها بتلكَ الحجة ..
أنا اعترفتُ بتجاوزي و سكتّ عما فعلت هي .. و الجزاء أنهم لا يرون إلا ما فعلتُ أنا .. !


هه ! و من ذا الذي يبالي بصراحة .. !؟ فليبحثوا عن سواي ، فأنا بالتأكيد لستُ مبالية على الإطلاق !!






لستُ أبداً من أولئك الذين يلقون باللوم على سواهم .. بالأخص على من يحبّــون ! ألتزم الصمت و أبتلع كل الغصات و أخنق كل الحشرجات و أكره أن يسألني أحدهم في تلك اللحظة عمّا بي ، أو أن يطلب منّي أن أتحدث عمّا في خاطري لأني حينها قد أفجّر براكيناً من غضب تثور في داخلي و دموعاً من القهر تغلي في عيوني . أحب أن أفكر بالحريّة ، أحب أن أؤمن بأنّي أستطيع الطيرانْ ، هكذا يمكنني الهرَب من كل شيء في لحظَة ! و في مثل هذه المواقف أنا لا أجيدُ إلا الهَرَبْ .. نَعَم ، للمرة الثانية أعترفُ بأني جبانة ، أنا في أعماقي قد أكون هشةً جداً ، أكثر مما يتصوّر الكثيرون ، إن السمــاء الزرقاء الجميلة ، هي جنتي في الدنيا ، أحب أن أجلس وحدي و أتأملها ، أحسد الطيور كثيراً كثيراً على قدرتهم على الطيران و لا أستطيع أن أحصي عدد المرات التي أدعو الله فيها أن يحوّلني إلى طيرٍ حرْ .. لأن هذا أقصى أحلامي !
" أريد أن أطيــــر ..! " .. عبارة أجزم بأن كل من يعرفني سئم سماعها المتكرر ، أنا أريد أن أطير .. أريد أن أطير .. و أيضاً أريد أن أطير ، إن الشيء الذي أسعى وراءه ليس تحرراً و لا هروباً و لا نجاةً و لا معاشاً ، إني أسعى وراء حياة ..!




على الهامـش : قد أتجاهلُ شخصاً ما فترة ، هذا لأني أحبه و لا أريد أن أكرهه !! أنا رغم أنيّ سريعةٌ الإنْكِسار .. إلا أنّي متسامحة جداً ، لأنّي لا أعلمُ هل سأعيشُ طويلاً كي أؤجل الصفح الجَميل !؟





أحبُ أحاديثكِ القصيرة التي دوماً ما ترسمين بها أجواء مكاني ، حينما أعود بعد غيابٍ طويل ـ كعادتي ـ تثير فيّ سعادةً و حنيناً حزيناً للماضي ، أنا أصدّق بالمقولة التي تقول بأن الماضي جميلٌ لأنه ذهب و لو عاد لكرهناه ، و لكن الذي ذهَبَ منّي ليسَ ماضِياً ، إنّ الذّي ذَهَبَ منّي عُمرٌ بأكمَلِه !
إنّ الطفولة أسْلوبُ حياةٍ ، أنا لمْ أختَر أن أكونَ طفلة و لمْ أختَر أن أتصَرّف بطفوليّة ، و لكني سعيدةٌ جِداً بِذلك ! إلا أنه عَلَى ما يَبدو لمْ يكُن هُناكَ من أحِدٍ سواي سعيد بالقَدرِ نفسه ! ، أمنية : " ليتَنا لم نملِكْ ضمائِر .. ! "  ، إن ضَميري هوَ الشيء الوَحيد الذي أجبَرَني أن أكبرْ ! لمْ أشأ أن أكبَر أبداً .. و لأجلِ هذا القرار الذي لم أتّخذه لنَفسي على الإطلاقْ ، أنا أذبُل كلّ يومْ !!











غادَرتُ مكانِي الصغير إلى مَكانٍ أوسع وَ أكبَر ، مَكانْ يتّسع لكل الأفكار الجُنونية و المتهوّرة التي تدورُ في رأسي ، إن " الطفولية " تمنحنا حريّة لنفعل ما نشاء دونَ أن نخافَ منْ عواقبِ ما نفعل ، و هذا ما أصبحتُ أفتقده ، و كلّ الأفكار الجنونية التي اتسّع لها مَكاني ، لم يعد يتّسع لها رأسي الذي أصبحَ أكبر حجماً و زادَ الفراغُ فيه أكثر و أكثر ! كلّ المغامرات التي نويتُ أن أخوضها ، تنازلتُ عنها .. جبنتُ .. نَعَم .. وَ جِداً !!
يا هواء : لا زلتُ أبحث عنّي بين طيّاتكَ !






أنا من أولئك الأشخاص الذين لا يطلبون الكثير لكي يكونوا سعداء ، حينما أرى طفلاً بريئاً يلعب أو فتاة في مقتبل العمر من صديقتها تضحك أو حتى إنساناً سعيداً فإني حينها قد أشعر بالسّعادة في أوجها ، أنا لا أحب التكلف أبداً .. دائماً ما أنجذب نحو الأشياء البسيطة .
لكني حين أكون حزينة فإن عيناي تصابان بالعمى عن كل ما هو دون الأبيض و الأسود ، إلا أني ـ كما أسلفت الذكر ـ لا أحتاج للكثير حتى تعود ابتسامتي إلى مكانها .
منذ أسبوع و أنا في أشد حالات الحُزن و التعاسة و لا شيء يعيد إلى قلبي الصغير فرحته ، أشعر بالعمى و أعلم جيداً بأني لا أرى أبعد من راحة يدي ، أختنق و أشعر بأني أذوى ، و تنجرح مشاعري من أبسط الأشياء .. لكني اليوم كنتُ أطير حُبوراً لأني كنتُ معها ، أعلم بأني قلتُ سابقاًَ بأني أشعر بالعمى و أني لا أرى أبعد من راحة يدي ، لكني أدرك تماماً بأنها اليوم كانت أكثر لطفاً و أغدقتني بالحنان أكثر من كل مرة ، أنا أحبها كثيراً .. و في وجودها أشعر بأن لقلبي الصغير وجود !
أنا " أحـــــبها "