أيام قليلة جداً هي التي بقيت تحول بيننا و بين الحبيب رَمضان ، صديقي الذي اشتقتُ إليه كثيراً ؛ مع رمضان .. أشعُرُ دائماً بأنني أتعرّى من جَسدي و أبْقى روحاً محضة ، بيضاءَ اللّون عمياء البَصرِ عميقةَ البَصيرة ، أشعر بما لا أشعرُ دونَ الحَبيب رمضانْ و أفهمُ ما لا أفهمُ بدونَه .
أنا جالسةٌ وحدي الآن و أفكر في احتِمالاتِ ألا ألقَاكَ صديقي القديم هذه المرّة ، ترى ماذا سيحدث لي ؟ لا أستطيعُ أن أتخيّل الأمر ، فقدْ أجلّت الكَثير من دعواتي لأنوح بها في لياليكَ يا رمضانْ ، و قدْ حَبستُ الكثير من الدموع التي أنوي أن أبلل بها أسحاركَ ، و قد خنقتُ الكثير من الكلمات لأهذي بها في تراويحي معكْ ، أرجوكَ تشبّث بي مثلما أنا مُتَشبِّثة بكَ ! رافقني كما أتوقُ لمرافقتكَ ..
أتوقَ لكَ يا صديقي هذه المرَّة أكثَر مِن كل المرَّاتِ السَّابِقاتْ ، لأن لي طموحاً عالية أرجو أن تُشاركني في تحقيقها.
أتساءل إن كان الهدف من رمضان أكثر من مجرد صيام و صلاة و طاعة و عبادة ، أشعر بأن جملة "خيرٌ كثير" التي يُرفقونها كثيراً برمضان تعني أكثر من مجرد الخير الذي يقتصرُّ على العادات عفواً أعني العبادات المُعتادة ، أعتقد بأن الله أرفق لنا مع رمضان سراًّ لمْ يفقهه الأغلبية حتى الآن ، أرجو أن أكونَ قد فعلتُ ، أرجو أن أكونَ على الطريق الصحيح.
رمضان ، أنتَ لستَ فقط شهراً .. أنتَ صديقي أيضاً.