لأني دوماً و أبداً أعشق التحليق و الغيم و البياض !
و لأني دوماً أحتاج إلى بوحٍ و بعثرة ..
و لأني دوماً ذات صمت ..


لأني كـ طير ،
يعشق الإختباء في حنايا غيمة بيضاء ..


سأكون هُنا بـ نقاء !

.

.




لأنَّ قلبيَ الصَّغير قدِ انْكسَر ، وَ كَكُل القلوبِ الصغيرة : كَسْرهُ غيْر قابلٍ للجَبْر ، وَ لأنّ كل محاولاتي في تَجميعِ رُكامِه قدْ باءتْ بالفشلْ ، و لأنّ انكسارَه أفقَد عَيناي السَّيطَرة على مِياهها ، و لأن انكساره السّبب وَراء شَتاتي وَ خذلانِي ، و لأني رغم عُمري الذي أقْسم أنْ يَجْريَ بي جرياً لازلتُ غضَّة ، و لأن .. و لأن .. و لأن ..

أكرهكَ .. أكرهكَ .. أكرهكَ أكرهكَ أكرهكَ أكرهكَ أكرهكَ أكرهكَ .. أنا - بكلِّ ما أوتيتُ مـنْ مَشاعِر - أكرهكَ !
ماذا يعني أن يكون الإنسان متواضعاً ؟ أن يتنازل على الرغم من معرفته بأنه لا يجدر به ذلك : كأن أسأل "أحلام" إن كانت تريد الشاي بالحليب و أقدمه لها كلما اشتهت ذلك ، أو مثلما قامت "دومو هاجر" لتسلم علي رغم فرق السنون الأربعون بيننا !
تبدو "أحلام" بشكلٍ مضحكٍ جداً حينما تضحك مجاملةً الناس ، و لكنها تبدو جميلة حقاً عندما تضحك بصدق ، تأملتها و هي ترقص محمرة الوجه و تضحك ، "أحلام" طيبة و لكن من السهل جداً أن تنقاد وراء من يغريها بما تحب.
التفت إلى "ريم" فتصادمت أعيننا بنظراتٍ 
حادة ، أشحتُ بوجهي بعيداً بسرعة مدعية بأني لم أرها !
سحبتني "علياء" و أخذت تتحدث معي عن الجامعة و الدراسة و سيارتي الجديدة .. و لكني لم أكن أصغي إليها ، لا أعرف فيمَ كنتُ أفكر و لكني كنتُ شاردة ؛ لم أكنْ أفكر .. كنتُ أشتاق .
أهدتني "أحلام" سواراً من الياسمين ، إنها ورتني المفضلة .. ظللت أشمه و أستمع إلى : ( يا عروس الكون يا ضي العيون .. يا ملاك ينثر عطور الزهور .. يا عروس الكون يا نف المزون .. يا أميرة فاقت الحسن بظهور )
 دخلت على أنغامها "إيمان" بجمالٍ أخاذ على "ستايل" هندي فاخر ، ثم فجأة تعالت ألحان أغنية هندية و رقصة هندية مميزة جداً من صديقاتها الأربع ، يالها من رومانسية جميلة جداً ! ، كانت رقصة جميلة جداً تبعها تصفيق حار من الحضور من بينهم أنا ، ثم نهضت مع من نهض و تمايلت قليلاً مع إيقاع الأغنية التي تبعتها ثم جلست بقرب "نسيم" تبادلنا أطراف الحديث و أرقام هواتفنا المحمولة ، بعدها أخذت أتثاءب ...
لمحتُ "ريم" ترقصُ مع "أحلام" و هذه المرة لم تتلاقَ نظراتنا ؛ لستُ من أولئك الذين يسيئون الظن بالناس و لكن نادراً ما يكون انطباعي الأول عن الناس مخطئاً ، و فعلاً .. كنتُ مصيبة جداً بشأن "ريم" .. صديقة الطفولة.