لأني دوماً و أبداً أعشق التحليق و الغيم و البياض !
و لأني دوماً أحتاج إلى بوحٍ و بعثرة ..
و لأني دوماً ذات صمت ..


لأني كـ طير ،
يعشق الإختباء في حنايا غيمة بيضاء ..


سأكون هُنا بـ نقاء !

.

.




قضيت ليلة الأمس بطولها أبكي بحرارة جمّة ، كانت هي معي في الساعات الأولى حتى توقفتُ عن البكاء ، فتحَت لي قلَبها و تلقت كل كلماتي بحنانٍ دافئ ، رسمتْ أجملَ ابتسامةٍ على ثغري ، و تركتني أهذي و أهذي و أهذي .. ظلّت تستمع إلي بصبرٍ غير نافدٍ و بتفهمٍ غير محدود ، كانت تهدّئني بصوتها الحاني .. الوحيد الذي يبكيني لأرتاح لا لأشقى ، كنتُ أرددّ : " أبييييج ! " ، و هي تردّ عليّ بحنانٍ كنتُ عمياء عنه : " أنا معاج .." ، فأشعر بحرارةِ غضب تهتاج بداخلي و أرد عليها : " أدري انج معاي ! يعني انا ما أسمع صوتج ؟ أبيج عندي " ، و كانت تبتلع ضيقها و تسكت و هي لا تعلم جداً أن أحاديثها تعمل كمسكناتٍ للألم و لكن لقاؤها .. جرعةٌ مضاعفة ! أنا أردتها أن تكون عندي حتى أختبئ في أحضانها و أدفنَ عَبراتي على كَتفِها ، أردت أن تبرأ جروحي كلها برؤيتها ، ألا تعلم هي أني معها أنسى كل ما هو دونها و سواها ؟ ، و ألا تعلم هي أنها الأقرب إلي من روحي ؟ ، ثم تركتني و قطعت الحبل الذي يصل بيننا لأقضي ليلتي في اختناقٍ و عينانِ تبكيان بلا انقطاعْ ، ظللت أصرخ و أصرخ و أصرخ لكن المُشكلة أنّها لم تكن هناك لتسمعني و أنا أصرخُ و من ثم تهدئني كما تفعل دائماً ، و في لحظةٍ ما أدركتُ أني قد قسوتُ عليها جداً و توقفت عن مناجاتها لتعود  ؛ هل حقاً فعلتُ !؟






إن صَباحاتي لا تأتي محمّلة بالبسمات كما أتخيلها ، بل تأتي بكل ما هو سوى ذلك ! منذ أيامٍ و أنا جداً حزينة ؛ أتقن جداً دفن الحزن في قلبي و حبس الدموع التي تتراقص في عيني ، أكره شعور الوحدة هذا الذي لم أشعر به منذ وقتٍ طويل .. منذ أن عرفتها ! و لكني الآن و لسببٍ ما أشعر به و جداً .
أكره أن أكون بدونها و كل يومٍ يمضي بنا أدرك أكثر و أكثر كم أنا محظوظة لأني وجدتها و أنها لي ، لكنها ليست التي عرفتها أول مرة ، لا أدري أكتب هذا جرّاء ماذا !؟ الحزن الذي أشعر به أم أنها فعلاً الحقيقة . كنتُ قد أعدت جدولاً للأعمال التي أردت القيام بها اليوم و لكني الآن أشعر بالخمول جداً و لا أريد فعل أي شيء ، أسوأ الأشياء أن تصدمنا الحياة بأولئك الأشخاص الذين نحبهم أكثر من سواهم ، سأعيش لو تلقيتُ طعنات أولئكَ الذين يرغبون في فنائي و لكن ما يقتلني حقاً طعنات أولئكَ الذين كانت لأجلهم حياتي ! الحزن يتراقص في قلبي و يعمي عيناي و تبدو الدنيا في عيني سوداء جداً أدّعي أني جداً بخير رغم أنّي أريد أن أبكي طويــــــلاً و لكني لا أجد حضناً يحتويني .